تلعب ثلاث دول أوروبية بارزة على صعيد كرة القدم هي البرتغال والسويد والتشيك يوم السبت المقبل مباريات حاسمة ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم جنوب إفريقيا 2010 FIFA، فيما يقع منتخب فرنسا، وصيف بطل النسخة الأخيرة، تحت ضغط كبير وهو يستقبل رومانيا قبل أربعة أيام فقط من التوجه لمنازلة صربيا على أرضها.
وفي المحصّلة، ستجري 45 مباراة في غضون أربعة أيام من السبت إلى الأربعاء من الشهر الجاري. وقبل أربع جولات فقط من إسدال الستار على تصفيات المونديال بات المنتخب الهولندي الوحيد من المنتخبات الأوروبية الذي حجز بطاقة المشاركة في العرس الكروي في جنوب أفريقيا.
مباراة القمة
الدنمارك - البرتغال، المجموعة الأولى، كوبنهاجن، الثامنة مساء بالتوقيت المحلي
بأفضل هجوم (13هدفاً) وأقوى دفاع (تلقى هدفين فقط) ومن دون أن تتجرع مرارة الهزيمة حتى الآن (5 انتصارات وتعادل واحد)، تتصدر الدانمارك بقيادة المدرب مورتن أولسن المجموعة الأولى عن جدارة واستحقاق، إذ تبتعد عن المجر بفارق ثلاث نقاط وبسبع على كل من البرتغال والسويد، اللذين كانا مرشحين بقوة لقيادة المجموعة قبل انطلاق المنافسات. وما يزال المنتخب البرتغالي يدافع عن حظوظه في السباق بفضل هدف متأخر سجّله اللاعب برونو آلفيش في الدقيقة 92 في شباك ألبانيا (2-1)، مما أتاح لأبناء كارلوس كيروش مواصلة الحلم بالتأهل، إلا أن تحقيق ذلك يجب أن يمر أولاً بالعودة بنقاط الفوز الثلاث من موقعة كوبنهاجن يوم السبت المقبل.
وفي إطار بحثه عن أسلوب يساعد على الإستفادة بشكل كامل من الزخم الكبير الذي يتمتع به المنتخب من مهارات فردية وفنيات عالية، قد يتخلّى المدرب كيروش بصورة نهائية عن خطة سلفه لويز فليبيه سكولاري المبنية على 4-2-3-1 ليجرب خطة 4-4-2 ، ما من شأنه أن يمنح النجم كرستيانو رونالدو حرية أكبر للتنقل داخل الملعب.
المباريات الأخرى
قد تحسم المجر، التي لم تكن تدخل في حسابات المراقبين، بالضربة القاضية تأهلها إلى المونديال إن تمكنت من الإنتصار على السويد صاحبة خط الهجوم العقيم (ستة أهداف في ست مباريات أربعة منها ضد مالطا) والتي ستلعب ثلاثاً من مبارياتها الأربعة المتبقية خارج أرضها. إلا أن رجال أروين كويمان سيحرمون هذه المرة من مدافع فريق ديبرسن، العملاق لازلو بودنار، الذي لم يتخلص بعد من صدمة نفسية ألمت به على إثر تسببه الأسبوع الماضي في حادث سير خلف خسارة في الأرواح. وفي المجموعة الثانية سيتواجه المتصدران سويسرا واليونان على أرض الأولى في مدينة بازل في لقاء من المتوقع أن يشهد صراعاً محتدماً على المركز الأول، فيما سيبقى الفائز في المواجهة بين إسرائيل ولاتفيا في السباق على مقعد الملحق.
وسيكون الصراع على أشده في موقعة الإخوة الأعداء في براتيسلافا ضمن المجموعة الثالثة، إذ لا يستبعد المراقبون تبخر أحلام التشيك في التأهل بشكل نهائي. وفي محاولة منه للجم نشوة سلوفاكيا المنبهرة بأدائها الهجومي الرائع (بمعدل ثلاثة أهداف في كل مباراة)، استدعى المدرب التشيكي إيفان هاسيك اللاعبين المخضرمين توماس روزيسكي ويان كولير الغائبين عن المنتخب الوطني مند يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران عام 2008 على التوالي. وفي المقابل سيتعين عليه من جهة أخرى البحث عن بديل للاعب الوسط يان بولاك الذي سيغيب عن مباراة الديربي بداعي الإصابة.
إلا أن تعثر سلوفاكيا وفوز بولندا على أيرلندا الشمالية سيغير ملامح هذه المجموعة المحتدمة الصراع، حيث أصبح بوسع خمسة منتخبات التربع على الصدارة.
وفي غياب ألمانيا (لا تلعب هذا الأسبوع) المتربعة على صدارة ترتيب المجموعة الرابعة، من المرجح أن تعود روسيا من زيارتها إلى ليشتنشتاين بنقاط المباراة لتقترب من منتخب المانشافت، في انتظار الصدام بينهما في 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل في موسكو والذي سيكون مفصلياً في تحديد هوية المتأهل بشكل مباشر.
أما في المجموعة الخامسة، وبعيدا عن أسبانيا التي تركض في المقدمة كالفارس الوحيد بست انتصارات متتالية، تحتل البوسنة والهرسك المركز الثاني، متقدمة بأربع نقاط على تركيا قبل أن يتواجه المنتخبان يوم الأربعاء المقبل في صراع واضح على مركز الملحق. وسيضع انتصار البوسنة في أرمينيا المزيد من الضغوط على الأتراك الذين ما زالوا يفتقرون للدقة على مستوى خط هجومهم.
وفي المجموعة السادسة، تستقبل كرواتيا منتخب بيلاروسيا، فيما تواجه أوكرانيا منتخب أندورا المتواضع. وما زال الصراع بين كرواتيا وأوكرانيا على المركز الثاني مستمراً ولكن بعيداً عن المتصدر منتخب إنجلترا الذي لا يلعب هذا الأسبوع.
أمّا فرنسا المتخلفة عن صربيا بخمس نقاط وبماراة مؤجلة، فلا زال بإمكانها احتلال المركز الأول ضمن المجموعة السابعة والذي سيحسم على الأرجح الأربعاء القادم في بلغراد. ولكن قبل ذلك سيتعين على وصيف كأس العالم الأخيرة تسوية مشاكله في خط الهجوم والإنتصار على رومانيا التي سيغيب عنها صانع ألعابها أدريان موتو بداعي الإصابة.
ويقوم مدرب المنتخب الإيطالي بطل العالم مارتشيلو ليبي في هدوء تام بضخ دماء شابة في تشكيلة الأزوري، حيث وجدت وجوه جديدة مكاناً لها في صفوف الفريق الأزرق. وقد استدعى ليبي إلى المباراة ضد جورجيا في المجموعة الثامنة كلاً من دومينيكو كريشيتو وكلاوديو ماركيزيو وفدريكو ماركيتي وجايتانو داجوستينو. وسيتوجب على جمهورية أيرلندا من جانبها أن تأتي بنقطة واحدة على الأقل من زيارتها إلى قبرص لصد هجمات بلغاريا التي لم تتخل بعد عن أطماعها في انتزاع المركز الثاني .
وبتأهل هولندا فعلياً عن المجموعة التاسعة تحتدم المنافسة الشرسة على المركز الثاني بين اسكتلندا ومقدونيا ولو أن النرويج لم تقل بعد كلمتها الأخيرة قبل أن تذهب السبت إلى أيسلندا وتستقبل مقدونيا الأربعاء.
أبرز النجوم
يعتبر المنتخب البوسني مفاجأة المجموعة الخامسة وتألق في صفوفه قائده ومدافعه أمير سباهيتش الذي يعتبر أحد أبرز اللاعبين في الدوري الفرنسي أيضاً مع نادي مونبيليه ومن المتوقع أن يشكّل إضافة كبيرة لمنتخب بلاده بعد تعافيه مؤخراً من إنفلونزا الخنازير.
إحصائيات
قبل أربع مراحل من نهاية مرحلة التصفيات لم تتجرع ثمانية منتخبات حتى الآن مرارة الهزيمة وهي الدانمارك (المجموعة الأولى) وألمانيا (المجموعة الرابعة) وأسبانيا (المجموعة الخامسة) وإنجلترا (المجموعة السادسة) وهولندا (المجموعة التاسعة)، بالإضافة إلى ثلاثة منتخبات من المجموعة الثامنة هي إيطاليا وجمهورية أيرلندا وبلغاريا.
تصريحات
توماس روزيسكي الذي يعود إلى المنتخب التشيكي بعد 20 شهراً من آخر مشاركة له: "لست على استعداد مائة بالمائة، ولكن لدي رغم ذلك الإنطباع بأني سأكون مفيداً للمنتخب. على الصعيد الكروي، لا أعتقد أنني نسيت أو فقدت شيئاً."
نقلا عن fifa.com