سحرة الامازون يبرهنون يوماً بعد يوم أنهم أسياد كرة القدم العالمية دون منازع, ويؤكدون أن الأرقام القياسية في لعبة كرة القدم صارت علامة مسجلة بإسمهم و لا يوجد على سطح البسيطة من يستطيع أن ينافسهم على حقوق ملكيتها.
في يونيه الماضي انفرد المنتخب البرازيلي بالرقم القياسي على صعيد التتويج بكأس العالم للقارات بعد ان حول تأخره أمام المنتخب الأمريكي بهدفين دون رد إلى فوز بثلاثة أهداف ليفك الإشتباك مع الديوك الفرنسية التي كانت تتساوي معهم في رصيد الفوز باللقب برصيد لقبين, وحتي الألقاب الفردية لم يتركها هؤلاء "الجبارين" لغيرهم وأحرز مهاجم أشبيليه الأسباني لويس فابيانو لقب هداف تلك النسخة برصيد 5 أهداف و حافظ على لقب مواطنه أدريانو الذي أحرزه على الأراضي الألمانيه عام 2005 بنفس الرصيد.
وشهد إلىوم (الأحد) رقم قياسي أخر للمنتخب الأصفر و الأزرق "الممتع" وذلك بضمانه التواجد في نهائيات كأس العالم للمرة التاسعة عشرة ليكون المنتخب الوحيد في العالم الذي لعب كل النهائيات منذ إنطلاقتها عام 1930 على أرض جارته أورجواي و حتي النسخة القادمة التي تشهدها ملاعب جنوب أفريقيا صيف العام القادم.
هزيمة منتخب التانجو على أرضه و بين أنصاره واصابة غرور مديره الفني مارادونا في مقتل, وضمان أحد البطاقات الخمس عن قارة أمريكا الجنوبية قبل ثلاث جولات من اسدال الستار على المنافسات, لم تكن هذه هي الفؤائد الوحيدة لفوز منتخب "السليساو" ولكن الأهم من كل هذا كان تأكيد ثقة البرازيليين أنفسهم في مديرهم الفني دونجا التي اهتزت بشدة بعد المردود الضعيف الذي قدمه مع الفريق في نهائيات دورة بكين الأولمبية صيف العام الماضى ثم ما لبثت أن عادت بعد التتويج بكأس القارات بخمس انتصارات متتإلىة منها الثلاثية المٌذله في مرمي على أبطال العالم وعملاقهم بوفون في ختام مباريات المجموعة الثانية, و تعمقت و تأكدت صباح إلىوم خصوصاً أن التأهل هذا كان من أرض الغريم الأزلي لراقصي السامبا والذي نجح في التعادل معه في الجولة السادسة سلبياً داخل الأراضي البرازيلية.
زملاء الهداف لويس فابيانو جمعوا 30 نقطة من 15 لقاء فازوا في 8 و تعادلوا في 6 و لم يخسروا إلا لقاء وحيد أمام بارجواي في الجولة الخامسة و ينفرد الفريق بلقب أقوي هدوم بين المنتخبات العشرة برصيد 28 هدفاً و هو أيضاَ صاحب أقوي دفاع حيث اهتزت شباك الحارس خوليو سيزار 7 مرات فقط و أصبحت لقاءات منتخب البرازيل مع شيلي وفنزويلا بملعبه في الجولتين (16 و 18) و بينهما لقاء بوليفيا خارج القواعد في الجولة (17) تحصيل حاصل.
اذن البرازيل تتواجد في كأس العالم لتمتع عشاقها في كل مكان و تواصل احتكارها لكل أرقام كرة القدم القياسية على كل الأصعده فهي أكثر المنتخبات تتويجاً بكأس العالم برصيد 5 مرات كان أولها عام 1958في السويد و أخرها عام 2002 في كوريا و إلىابان و هي أيضاً – وكما أسلفنا- أكثر المنتخبات تتويجاً بكأس القارات برصيد ثلاثة ألقاب بدأتها عام 1997 على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض بفوز كاسح على أسترإلىا وبسداسية بيضاء وكان اخر ألقابها على ملعب إلىس بارك في جواهانسبرج على حساب المنتخب الأمريكي .
ليس هذا فحسب بل أن الأندية البرازيلية هي الأكثر تتويجاً بكأس العالم للأندية برصيد ثلاث مرات جاءت عن طريق كورينثيانز في نهائي برازيلي خالص مع فاسكو دى جاما عام 2000 ثم حافظ ساوباولو على اللقب عام 2005 في إلىابان على حساب ليفربول وهو ما تكرر في نسخة 2006 التي أحرزها الموهوب الصغير الكسندر باتو على حساب برشلونة الأسباني .
وحتي لو كانت البرازيل قد تركت لمنافستها الأرجنتين و معها الأورجواي اقتسام الرقم القياسي على صعيد التتويج بكوبا أمريكا برصيد 14 لقباً لكليهما فيكفي القول أنها أحرزت أربع من ألقابها الثمانى خلال النسخ الخمس الأخيرة مما يؤكد أنها تسير على درب احتكار الرقم القياسي في هذه البطولة لنفسها لو سارت على نفس المعدل.
ولأن كلاسيكو امريكا الجنوبية يخطف قلوب و أبصار الغالبية العظمي من جماهير كرة القدم في البلدين وفي العالم أيضاً فإن المنتخب البرازيلي أكد علو كعبه في المواجهات المباشرة مع الأرجنتين في الفترة الأخيرة حتي أن أخر فوز حققه البلد الذي أنجب أفضل لاعبي كرة القدم عبر تاريخها – مارادونا- كان في السادس من يونيه 2005 بثلاثة أهداف لهدف في تصفيات مونديال ألمانيا وبعدها تلقى أربع خسائر وتعادل مرة واحدة في خمس مواجهات جمعت بينهما في مناسبات مختلفة , و يكفي القول أن أخر لقبين في كوبا أمريكا عامي 2004 و 2007 أحرزهما المنتخب البرازيلي على حساب الأرجنتين و بينهما كان اللقب الثاني للبرازيل في كأس القارات في التاسع و العشرين من يونيه 2005 على حساب الأرجنتين أيضاً و بنتيجة ثقيلة (4-1).