جرت العادة في المنطقة العربية أن ينتقل نجوم الغرب إلى أندية المشرق العربي التي لا تعانى من صعوبات مالية ولديها العديد من المغريات المادية مما دفع أيضًا العديد من النجوم العرب من شمال أفريقيا للتوطن في دول الخليج منذ زمن طويل أو اللعب لأندية أوروبا لتحقيق فائدة مزدوجة بتأمين مستقبلهم الاقتصادي وكذلك تطوير قدراتهم الفنية، بينما يميل لاعبو الشرق العربي للبقاء في أنديتهم وحتى من خاض منهم تجربة احترافية فقد كانت في أغلب الأحيان قصيرة وينتهي بهم الأمر للعودة لبلادهم بأسرع مما ذهبوا بعد فشلهم في التأقلم مع الكرة الأوروبية.
ولكن لاعب واحد فاجأ الجميع بإصراره على الاتجاه غربا سواء للقارة الأوروبية أو حتى للغرب العربي على عكس ما جرت العادة وهو القطري الدولي حسين ياسر محمدي الذي حط الرحال في أقوى وأعرق نادي في المنطقة العربية وهو الأهلي المصري بعدما تجول بين العديد من البلدان الأوروبية وبعدما لعب كذلك لأفضل الأندية القطرية قبل أن يقرر أخيرا أن يستقر بالقاهرة في خطوة جريئة.
"انتقالي للقاهرة لللعب مع الأهلي هو أمر منطقي للغاية، فالأهلي هو النادي الأبرز عربيا وتسبقه دوما سمعته العالمية وهو لا يقل عن أي نادي أوروبي ويملك كذلك موارد ضخمة للغاية"
انتقالي للقاهرة لللعب مع الأهلي هو أمر منطقي للغاية، فالأهلي هو النادي الأبرز عربيا وتسبقه دوما سمعته العالمية
القطري الدولي حسين ياسر
"لقد كنت أسعى لتحدى جديد و كذلك أن أترك بصمة في الكرة المصرية و خاصة إنني نصف مصري واللعب للأهلي يحقق لأى لاعب أقصى درجات الشعبية"
وحسين هو ابن اللاعب المصري السابق ياسر محمدي الذي كان يلعب لفريق إسكو المصري ومنذ ولادته في الدوحة، تنبأ له الجميع بأن يكون لاعب كرة موهوب و كانت بدايته مع نادي الريان وكان آنذاك المدرب الهولندي رينيه ميلينستين هو المسئول عن منتخب قطر تحت 17 سنة و ضمه لصفوفه قبل أن يرشحه لللعب في أكاديمية مانشستر يونايتد ومن هناك رحل إلى بلجيكا على سبيل الإعارة حيث لعب مع نادي أنتويرب لكن الأمور لم تسر على ما يرام ففسخ تعاقده مع أنتويرب ومع مانشستر يونايتد وانتقل لنادي ليماسول بقبرص مع مدربه القديم ميلينستين.
وبعد موسم واحد بين صفوف ليماسول عاد إلى إنجلترا ليلعب في نادي مانشستر سيتي ولكن لم يحقق أي نجاحات تذكر فعاد أدراجه لنادي الريان لموسم واحد أيضا قبل أن يطير لأوروبا مرة أخرى و هذه المرة للبرتغال حيث قضى نصف موسم مع نادي بوافيشتا ونصف موسم مع نادي سبورتنج براجا الذي حقق معه أول نجاح ملموس في مسيرته ليصبح أول قطري يلعب في كأس الإتحاد الأوروبي وسجل هدف خلال هذه البطولة في المباراة ضد نادي هاماربي السويدي وتأهل مع فريقه لمرحلة المجموعات .
"كانت تلك فترة متميزة في مسيرتي ولكنى كنت مازلت أبحث عن ذاتي وأن أحقق طموحي الشخصي بأن أصبح عنصر أساسي ضمن فريق كبير و له اسم في عالم الكرة"
و شعر حسين أن الفرصة قد واتته عندما شاهده مدرب الأهلي السابق البرتغالي مانويل جوزيه حين كان يلعب بالبرتغال واتصل به وطلب منه الانضمام للنادي الأهلي وبعد مفاوضات طويلة وقع بالفعل على العقد فى بلجيكا بعد أن شعر بإصرار النادي على ضمه لصفوف الفريق.
كنت سأرحل عن الفريق هذا الموسم إذا لم يرحل جوزيه فلقد كنت في حالة نفسية سيئة ولم أكن مستعدًا للعب تحت إمرته،
القطري الدولي حسين ياسر
ولكن كانت المفاجأة أنه عندما وصل حسين لمصر، عاد ليشعر بالغربة و خاصة انه لم يلق أي ترحاب من مدربه السابق على حد تعبيره رغم الهالة التي صاحبت انتقاله للفريق المصري و قناعة العديد من عشاق الفريق الأحمر بقدرات اللاعب صاحب الجسمان الصغير والمهارات الفنية الكبيرة.
"افتعل جوزيه معي العديد من المشاكل التي لم أكن أرى لها سبب وللأسف أصبحت الأمور شخصية والنتيجة كانت أنني أمضيت موسم بدون أن ألعب مباراة كاملة واحدة و لم يكن موفقا و لا محترفا حينما ذهب ليتحدث بسوء عنى و عن لاعبين آخرين بعد رحيله عن الفريق"
وكاد اللاعب الرحالة أن يحزم حقائبه و يواصل تنقله بين الأندية قبل أن يقرر جوزيه، الذي قاد الأهلي لأفضل النجاحات عبر تاريخه، ترك الفريق لتدريب المنتخب الأنجولي.
"كنت سأرحل عن الفريق هذا الموسم إذا لم يرحل جوزيه فلقد كنت في حالة نفسية سيئة ولم أكن مستعدًا للعب تحت إمرته"
"الأمور أفضل بكثير مع الجهاز الجديد وقد وعدوني بإعطائي فرصة هذا الموسم لكي أثبت نفسي وبالفعل لعبت بمستوى جيد في المباريات التي اشتركت فيها حتى الآن بشهادة الجميع"
و قدم اللاعب أداء لافت بالفعل مع مدربه الجديد حسام البدري فكان العامل الرئيسي في مساعدة فريقه لتحقيق الفوز على نادي الشرطة في المرحلة الثانية من الدوري المصري وعاد لينقذ فريقه من الهزيمة أمام فريق حرس الحدود بصناعته هدف فريقه الوحيد والذي سجله قائد المنتخب المصري أحمد حسن.
سنصل لكأس العالم قريبا فنحن لدينا كل العوامل المساعدة ولكن فقط تنقصنا الخبرة وبمرور الوقت ستأتي الخبرة
القطري الدولي حسين ياسر
و لكن لا تتوقف تمنيات حسين ياسر عند تألقه مع ناديه الجديد فمازال يشعر بالحنين للعودة لارتداء قميص العنابي ولا يشغل باله حاليا سوى المساهمة في قيادة بلاده لنصر جديد بعد الفوز بكأس الخليج.
"قطر هي وطني و السبب في نجاحي و أنا فخور لكوني لاعب ضمن صفوف المنتخب القطرى"
"سنلعب كأس أمم آسيا القادمة سنة 2011 في قطر وأظن فرصنا كبيرة في التأهل للنهائي، فعاملا الأرض والجمهور لا يمكن الاستهانة بهما والجمهور القطري كبير ومحب لكرة القدم وأنا أعلم أنه سيقف بجانبنا وسيكون له دور كبير لقيادتنا لتحقيق إنجاز جديد لمنتخبنا"
و رغم إخفاق المنتخب القطري للتأهل لنهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA فإن حسين ياسر مازال يؤمن بأن مستقبل بلاده مشرق.
"سنصل لكأس العالم قريبا فنحن لدينا كل العوامل المساعدة ولكن فقط تنقصنا الخبرة وبمرور الوقت ستأتي الخبرة"
"كانت هذه التصفيات شديدة الصعوبة فقد أوقعتنا القرعة في مجموعة فيها أقوى فريقين بآسيا وهما أستراليا واليابان ولكننا أصبحنا من أحسن عشر منتخبات في القارة وهذا في حد ذاته إنجاز كبير"